لاأعرف ماأصف به حبك أهو من النضرة الأولى؟... هل تسلل الي مع نسمات الهواء؟ هل سكن عيني مع بزوغ ضيائه في كوني؟ أم أحببتك تدريجيا حتى أختنقت بك عشقا، وأصبحت كل خلية مني جاسوسة حبا لك، ولطالما غصت في سبر أغوار ذاتي أبحث عنك فلقد أستحوذت على قلبي ، وأعلنت أحتلالك له دون قتال ، بل دون أستئذان وها أنذا أتساءل: كيف تفشل كل خططي لصدك؟ ولم لا إذا كان قلبي وروحي وهواجسي تنصاع لك، وتدنو منك، بل تنصهر بين يديك، لقد ساقنا القدر لبعضنا، وبخلت الصدف بأن تجمعنا مجددا ياأحلى عثرات العمر، أنت أعجوبة حياتي، كيف أفسر هذا الحب الذي غير لغتي، والذي فتح روحي على عالم ذي صيغ ورؤى مختلفة لم أرها قبلك... ماهو ذنبي إن كان عشقي نابعا من قلب مازال ينبض إليك، سوف أؤسس مدينة كجمهورية (أفلاطون)، تجمع المحبين من كل الأديان ، متحدية بذلك ضغوط الأهل والأقرباء، بل سأتمرد حتى على نفسي إن لم تطاوعك، فالعشق لايمكن للمرء أن يتجنبه مهما كانت مكانته، سواء كان عالما أو فقيرا أو سيد قومه، وإن الذنب ليس ذنبا، فالحب هو الذي يجذب النفس ، ويعذبها
إلهي ليس للعشاق ذنب
لأنك أنت تبلو العاشقينا
فتخلق كل ذي وجه جميل
به تسبي عقول الناضرينا
وتأمرنا نغض الطرف عنه
كأنك ماخلقت لنا عيونا